تواجد أو حدوث ثقب فى أى عضو من اعضاء الجسد يؤدى الى فقدان وظيفة العضو كما يؤدي الي مضاعفات يصعب التعامل معها بالعقاقير أو بالتدخل الجراحى. على سبيل المثال وليس الحصر ثقب الطبلة يؤدى الى قصور الحاسة السمعية كما أن أي ثقب فى القصبة الهوائية او المرىء يؤدى الى مضاعفات جمة, والتشخيص المبكر لهذه الثقوب يلعب دورا هاما عندما يتم حصر النتائج العلاجية.
فى المجال الهندسى نعلم نحن المصريون أكثر من غيرنا عواقب وجود ثقب أو ثقوب فى مواسير ضخ المياة أو مواسير المجارى. أما تواجد ثقب أو ثقوب فى محرك سيارة أو قطار أو طائرة فهذا يؤدى الى كوارث مادية وبشرية والي العديد من الضحايا.
واذا تركنا الثقوب الطبية و الهندسية وتحولنا الى نوعية أخرى من الثقوب الأشد خطرا وفتكا فى حالة تفشيها فى أى مجتمع ألا وهي ثقوب فى الانتماء. فقد لوحظ فى السنوات الأخيرة أ ن أعدادا متزايدة من المصريين فى الخارج يعانون من ثقوب فى الانتماء, الانتماء للوطن و للهوية المصرية بكل ما فيها من جذور تاريخية تحمل فى طياتها تعدد حضارى وثقافى وعقائدى.فهؤلاء انسلخوا عن مصريتهم و أصبحوا من أحادى الحضارة ينتمون الى حضارات اصولية عربية او الى حضارات غربية لا علاقة لهما بمصريتنا. وبالطبع فأن انسلاخ بعض ألمصريين بالخارج عن مصريتهم و انقسامهم الحضارى هو نسخة مما هو قائم فى المجتمع الأم.
ثقوب الضمير العام هي أرزل البلايا ومظاهرها بكل أسف متعددة . ففى مجال التعليم هناك تقارير عن تسريب الأمتحانات, الغش الجماعى, انشغال المعلمين ذوى المظهر الدينى المحافظ بالدروس الخصوصية مع اهمالهم للتدريس بمدارس الدولة أضف الي ذلك قضايا الرشوة و تبديد المال العام والأستيلاء على املاك الدولة و ممتلاكات الغير وكلها تعبير عن حالة ثقوب مزمنة فى الضمير العام.
ثقوب الضمير المهنى يمكن ان تعرف عل انها نكسة اخلاقية ومهنية واجتماعية ذات قوة تدميرية أقوى من نكسة 1967, فاساتذة الجراحة بجامعة ألأزهر يقومون بعملية زرع للكلى بعمارة بمدينة نصر. فى حالة ثبوت مصداقية هذا الخبر سوف نصبح أمام ثقب كبير فى الضمير المهنى والازهرى. قضية فى غاية الخطورة. نأمل أن يكون الخبر غير صحيح!! أى متابع يمكنه رصد العديد من الثقوب ولكن ما هو الحل – أو الحلول – ؟ لعل أعترافنا بوجود هذه الثقوب وبمسئوليتنا جميعا عن تواجدها هي خطوة اولى تجاه مستقبل مصرى بلا ثقوب.
هذة الجمل كانت مجرد ثرثرة. مصر بخير …… و كل سنة وانتم طيبين.
د سميح شرابى
مصر لم تكن بخير يادكتور ,, وربنا يسترها علي البلد .. عادل
Pingback: مصريات / Dansk Egyptisk Selskab