قل لي ماشعورك وأنت تسمع فايزة احمد وهي تغني ” ست الحبايب ” في عيد الأم وهل مر عليك عيد للام من غير أن تسمعها ؟ وياسلام لو كانت بصوت عبد الوهاب ,هل يكون للأعياد أي طعم إذا لم تشدو أم كلثوم ” ياليلة العيد ” وفي المناسبات القومية نردد معها ” مصر التي في خاطري ” ونبتهج ونحن نتخيل أنفسنا واقفين مع عبد الحليم لنأخذ صورة , وعلامة ظهور الربيع علي أيامنا كان لون الحياة ” البمبي” , هكذا كانت الأغنية تعبيرا صادقا وجميلا عن أحوالنا ,هذا بخلاف الكلمات الرقيقة والألحان المعبرة فمن يصدق أن الشعب المصري كان يطرب لأغنية مثل : أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوي نهي عليك ولا أمر .. الي أن تقول : اذا الليل أضناني بسطت يد الهوي ,وقل لي بالله عليك ماهو رد فعل الناس الآن إذا خرج علينا من يتحدث بنفس اللغة ؟ فأنت إذا بحثت عن الغناء والفن في هذا الزمن الغابر فلن تجد مايسر القلب , فكل إناء ينضح بما فيه فالزمن الجميل ينتج فنا جميلا والزمن الردئ ماذا ننتظر منه ؟ مصر التي أنجبت العقاد وطه حسين وهيكل ومحفوظ في الأدب وأم كلثوم وعبد الوهاب والسنباطي في الفن قادرة علي إنتاج عبقريات جديدة , ونحن –أو قل أولادنا وأحفادنا – في الانتظار.