حكي لي احد الأصدقاء الذين يعملون بالقرب من وزير في وزارة لها طابع جماهيري ,حكي لي عن هذا الوزير الذي لا يعرف أحد في الوزارة شكل توقيعه فهو لم يوقع علي ورقة واحدة منذ تسلمه عمله وكل ما قام به هو تفويض واحد من المستشارين بالتوقيع , ويبدو والله أعلم أنه ليس الوحيد الذي يفعل ذلك فالكل خائف والأيادي مرتعشة أو قل مشلولة ولا يستطيع أحد حاليا أن يفعل مثلما كان يفعل بالأمس , فالكل يفكر قبل اتخاذ أي قرار فلا أحد يعلم إلي أين المصير ؟ ونحن نعذر الجميع فمن يري المحاكمات الهزلية التي تجري للمسئولين حاليا لابد أن يلتمس العذر لكل الأيادي المرتعشة , فإذا كانت المحكمة قد رأت أن نصيب الوزير الذي قام باستخدام سيارات الجمرك المملوكة للدولة والتي لم تباع في المزاد هو الحبس ثلاثون عاما فماذا ننتظر من الوزير الجديد ؟ وقس علي ذلك في كل المواقع فالذي وافق علي إجراءات مناقصة وصدق عليها فقد أهدر المال العام والذي قام بشراء منتج أغلي من أخر تم تجريمه علي أساس أنه متواطئ , حتى أن رجال الشرطة الذين دافعوا عن مواقعهم وقاموا بالتعامل مع الغوغاء والبلطجية وضعناهم في خانة القتلة , فكانت النتيجة كما نري الآن : الكل خائف والأيادي مرتعشة والسلامة ليست في أن تفعل الشيء بطريقة صحيحة وبضمير حي , السلامة في ألا تفعل أي شيء علي الإطلاق ولتذهب مصالح البلاد والعباد إلي الجحيم , وإذا كان العدل أساس الملك والحكم فان تطبيقه علي المتهمين أهم ألف مرة من إصدار إحكام ظالمة لترضية الشارع , فالثورة التي نادت في أول أيامها بالعدل كيف لها أن تكون ظالمة ؟ وكيف لا نري واحدا من كل المتشدقين بالعدل والمساواة والذين صدعونا ومازالوا كل يوم في الفضائيات محتجا علي ما يحدث , كيف لا نري معترضا واحدا علي أحكام التفتيش التي تتم حاليا ؟
Pingback: مصريات , اشراف ا م عادل شتية / Dansk Egyptisk Selskab