بمناسبة انتشار ظاهرة ” المليونيات” في مصر مؤخرا فقد انتشرت دعوة علي الفيس بوك لمليونية جديدة تحت عنوان ” نحو مليون لحية ” وقد اثني الجميع من أقطاب السلفيين علي الدعوة وزادهم القطب الكبير الدكتور صفوت حجازي – خطيب الثورة – بأن طالب بمليون نقاب , يعني مليون لحية للرجال ومليون نقاب للنساء , ولم يقل لنا أي من هؤلاء الأقطاب كيف لبلد في وضع مصر أن تتطور باللحية والنقاب , هل سنقضي علي الأمية ؟ هل سيختفي الالتهاب الكبدي لمن يطلق لحيته أو لمن ترتدي النقاب ؟ هل البطالة سوف تنتهي بعد أطلاق اللحى ؟ هل ستتزوج العانسات بعد ارتداء النقاب ؟ هل سنعثر لكل فرد علي مسكن آدمي ؟ هل وهل ,, هل اللحية والنقاب هما مدخلنا الصحيح للدين ؟ لقد سمع الناس في العالم بأسره عن عدل سيدنا عمر بن الخطاب وعن تقوي سيدنا ابوبكر الصديق وعن فقه السيدة عائشة – رضي الله عن الجميع – وأسقطت كتب التاريخ من حسابها طول لحية ابوبكر وعمر وشكل وصفة نقاب السيدة عائشة فهؤلاء الصحابة الكرام كانت مناقبهم أفعالهم ومواقفهم العظيمة . كنت أتمني لأصحاب هذه الدعوة أن يطلقوا دعاوي أخري مثل : معا لمحو أمية مليون مصري , و معا للتبرع لبناء مليون شقة لحل أزمة إسكان الشباب والقضاء علي العشوائيات , معا لمضاعفة ساعات العمل لزيادة الدخل القومي عدة ملايين من الجنيهات , معا للتبرع لبناء مليون فصل لتعليم الصغار في المناطق النائية , هذه هي المليونيات المتوقعة من شباب المسلمين الواثقين في أن الإسلام لم ينتشر في ربوع الدنيا لان المسلمين الأوائل كانوا يطلقون اللحي وكانت نساؤهم منتقبات , بل أنتشر بالعدل والمساواة , كان الناس يدخلون في الإسلام عندما يتعرفون علي التاجر المسلم والبائع المسلم , وعندما يختبرون تقواهم في البيع والشراء ولم يخبرنا التاريخ عن إسلام أمة بعد إعجابهم بطول اللحية وفرضية النقاب , الإسلام العظيم ليس مايدعو اليه هؤلاء , فلايهم الناس في أي زمان ومكان أن كان الحاكم بلحية أو بدون المهم أن يأتي بالعدل :
كن ايا كان
من جنس اﻻنس أو الجان
ﻻ أسأل عن شكل السلطة
أسأل عن عدل السلطان
هات العدل
وكن طرزان
” من أشعار أحمد مطر”