المكان : قاعة المحاكمة بأكاديمية الشرطة .
الزمان : الساعة الحادية عشر من يوم الأحد الموافق التاسع من شهر سبتمبر لعام ألفين واحدي عشر ميلادية .
يقف حاجب المحكمة وينادي علي الشهود فيرد المشير طنطاوي : ” أفندم” ويقترب إلي المنصة فيسأله القاضي : اسمك وسنك وعنوانك ؟
هذا هو المشهد الأول والذي يتبعه مشهد آخر بعده بيوم واحد يقف فيه الفريق عنان رئيس الأركان أمام نفس القاضي ليسأله نفس السؤال ، هذه هي المشاهد التاريخية التي أقصدها ، فقل لي بالله عليك كم مرة رأينا فيها رئيس هيئة أو مصلحة أو حتي وزير يقف أمام المحكمة ليدلي بشهادته ، نحن الآن أمام رئيس دولة – ولو كان مؤقتا – لا يرفض الشهادة ، نحن أمام قاضي أصر علي استدعاء الجميع ولم يخشى إلا الله ، لا يهم مضمون الشهادة أو نتائجها المهم هو أنه وللمرة الأولي يقف رأس النظام أمام القضاء مثله مثل أي مواطن عادي ليشهد في قضية ، هذا هو الدرس ، وهو موقف لابد أن نفخر بأننا عشنا حتي نراه ، تحية واجبة لمن وافق علي المثول كشاهد وتحية أخري للقاضي الذي أمر بذلك والي كل من يقول أن مصر لم تتغير : راجعوا أنفسكم ، ويا نسائم العدل هلي فكم نحن مشتاقون إليك .