قال تعالي في سورة التوبة ” وان أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون” والكلام هنا عن الكفار والمشركين وعبدة الاصنام ومن قاموا بإيذاء الرسول وصحابته الكرام ، والأمر من الله عز وجل إلي الرسول ومن معه بألا يردوا المشركين في حالة طلبهم الحماية ، بل اللغة محددة في الأمر ” فأجره” بمعني حمايتهم وبدون إبطاء ثم بعد ذلك اعرضوا عليهم القرآن وهو كلام الله المنزل وبعد ذلك بلغوا جميع المشركين المكان الآمن من كفر منهم بالقرآن ومن آمن ، هذا هو فهمنا لكلام الله والمحفوظ في قرآنه إلي يوم الدين ، فهل بعد ذلك نسمع عن تخويف وتحذير وإقصاء للمسيحيين في مصر في حالة وصول التيار الإسلامي للحكم ؟إذا كان الله يأمرنا بحماية الكفار والمشركين وهم عبدة أوثان فكيف يكون الحال مع أهل الكتاب ؟ هذه آية أرجو أن يتمعن فيها المسلمون فتزيدهم رحمة ولين وأن يقرأها غيرهم فيطمئنوا ويثقوا في أن المنهج الإسلامي لا يدعو إلي كل هذا القلق بل هو منهج عدل ورحمة ، وإذا حدث أي شطط أو تجاوز فالعيب ليس في منهجنا بل فيمن فهمه بطريقة مغلوطة وهو من يستحق الحساب