كتبت من عدة أيام عن محمد جمال ، ذلك الشاب الذي تم اغتياله أمام دار القضاء العالي ، وعرضت بعض أقوال من أعتبروه ناشطا سياسيا ، وذرفوا الكثير من الدموع عليه وعلي الحريات التي أهدرها المجلس العسكري ونصبوا المحاكمات للقتلة والسفاحين الذين يحكمون البلاد ويذلون العباد ، وفي نفس اليوم أعلن السيد وزير الداخلية علي أن المذكور ﻻ هو ناشط وﻻ هو سياسي وان له سجل اجرامي معتبر ـ ولقد توقعت بعدها أن أقرأ ردا مفحما لتصريح الوزير علي اعتبار انه يعيد نفس الاسطوانة المشروخة التي تتهم فيها السلطة النشطاء بالبلطجة ، توقعت أن أقرأبيانا عاجلا لحركة 6 ابريل التي قيل أن جمال ينتمي لها وأنه عضو فاعل بها وغالبا فالبيان المنتظر سوف يكذب تصريح الوزير ، توقعت أن أسمع بيانا للشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان – لانها أول من أدان عملية قتل الرجل – ومنظمات اخري كثيرة ونشطاء كثر وغيرهم وغيرهم دعوا جموع الشعب المصري للمشاركة في العزاء حتي أنها ذكروا عنوان المنزل تسهيلا علي جموع المعزين ، ولكن ﻻ حس وﻻ خبر ، وانتهي الموضوع عند ذلك الحد ، ولم أسمع عن تفسير مقبول للمسيرات التي جابت الشوارع لتأبين المذكور ،وكأن ما حدث هو الهدف منه تشويه المجلس العسكري وادانته بسسب وبدون ، وسؤالي اﻵن : كم فرد وكم جهة وكم منظمة أهالت التراب علي المجلس لوحشيته ونظمت المسيرات لتأبين الراحل العظيم وكم واحد فينا عرف حقيقة الرجل ؟ ولا حول ولا قوة الا بالله