قصة ذو القرنين التي ذكرها القرآن في سورة الكهف فيها الكثير من العظة والعبرة نحن أحوج مانكون اليها ، فالقصة تخبرنا عن أقوام كانوا يعيشون تحت تهديد المعتدين – يأجوج ومأجوج – وكانوا يتعرضون للسطو والنهب من قبل هؤلاء المعتدين ، وعندما مر عليهم الملك الصالح ذو القرنين طلبوا منه أن يبني بين الجبلين سدا منيعا حتي لا يصلوا اليهم ، طلبوا منه أن يحميهم من هؤلاء الغزاة مقابل بعض المال وذلك لما وجدوا فيه من قدرات عالية وامكانات كبيرة مع تقواه وصلاحه ، فماذا فعل ذو القرنين ؟ في البداية رفض العرض المادي الذي عرضوه عليه قائلا ( ما مكني فيه ربي خير ) والمعني أنه لايبغي المال والعطايا وأن مايملكه من امكانات عملية وأفكار خلاقة هي أفضل من كل ما يعرضوه عليه ، غير انه طلب منهم أن يعاونوه في بناء السد وان يبذلوا كل قواهم لانجازه ، كان يريد سواعدهم لا أموالهم ، يريدهم أن يعينوه بقوة في أعمال البناء ، وبدلا من بناء السد طلب منهم أن يقوموا بأعمال الردم من خلال ثلاثة أوامر ( أتوني زبر الحديد ) أي أجمعوا قطع الحديد الصغيرة وضعوها بين الجبلين وأوقدواالنيران ثم ( أنفخوا) حتي تتم اسالة الحديد و (أتوني أفرغ عليه قطرا) أي بعد ذلك يتم صب النحاس المذاب علي الحديد حتي يلتصق ويصير جبلا صلبا لا يستطيع أحد أن يتسلقه و لا يمكن أن يحفر تحته ،وهي عينة من الاعمال الشاقة التي لايقدر عليها اﻻ الاشداء ، وبعد أن تم أنجاز العمل علي الوجه السليم حمد الله علي ذلك ، هذا هو الدرس : لابد أن يتحد الجميع وأن يعملوا بقوة وبروح الفريق تحت قيادة صالحة حتي يأتي الخلاص من الله ، القيادة الصالحة الواعية المبدعة في جانب وشعب يعمل بقوة في الجانب اﻵخر ، هذان هما جناحي الخلاص ، وهذا هو ما نحتاجه حاليا ، ألا قد بلغت اللهم فاشهد