استفزتني بشدة تصريحات ابواسماعيل الاخيرة عن الجيش ، عندما قال في مؤتمر عقد بكلية التربية بدمياط :” الجيش ماينفعش ببصلة ” ، ولحد علمي فهذه أول في مرة في التاريخ يصف مرشح للرئاسة جيش بلده بهذا الوصف ، فبالتأكيد هو يعلم انه سيقف علي رأس هذه المؤسسة في حالة فوزه – لا قدر الله ولا الشعب – فكيف يكون الحال وقتها ؟ وكيف يتعامل مع قادة للجيش وصفهم اثناء حملته الانتخابية بهذه الاوصاف ؟وكيف يتوقع من هؤلاء أن يتعاملوا معه علي أنه القائد الاعلي الذي يقسمون علي الولاء له ، وتحتم عليهم وظيفتهم الانقياد له واتباع اوامره فالجيش ليس مؤسسة ديمقراطية بل هو كيان هرمي يعتمد علي تنفيذ الاومر من السلطة الاعلي ، وللاسف ممكن أن يصبح هو السلطة الاعلي وأن يهيمن علي كل انشطة هذه المؤسسة ، قد يكون لابو اسماعيل تحفظات علي اداء الجيش أو دوره مثل أي مرشح آخر ، قد لا يعجبه دوره الاقتصادي أو انشطته التنموية أو يري قصورا في مصانع الانتاج الحربي وهذا مقبول ، أما أن نصف القوات المسلحة بأنها ماتنفعش ببصلة فهذا دليل تهور وعدم حصافة واستعداء غير مقبول لاكبر قوة موجودة بدون أي داع في حين كان النقد البناء والالتزام بآداب الحديث سيكون أكثر تأثيرا وقبولا ، وما قاله ابواسماعيل سوف يحرض الجيش علي اتخاذ كل السبل لاستبعاده من السباق فهو بتصريحه الاخير قد قطع شعرة معاوية مع الجيش فلن ينسي أي جندي أو ضابط ماقاله سيادته واصفا جيش مصر ، فما قاله يعتبر اضافة تأتي في نفس سياق اتهاماته السابقة وتحريضه الدائم علي الجيش ، ولعل جموع المهوسيين بحازم ابواسماعيل والداعمين له ومعلقي صوره علي سيارتهم يتأكدون بأنه الاختيار الخطأ وانه لا يصلح لتولي رئاسة أي مجلس محلي وليس بلد في حجم مصر وان شعارات الكرامة التي يرفعها لا تغني ولاتسمن من جوع ، ولعلنا لا نكون مخطئين اذا قلنا أن بعض المرشحيين لا ينفعون ببصلة