هل نحن حقا شعب نكدي ؟ سؤال بديهي كلما سألته لنفسي كانت الاجابة بنعم رغم نكت المصريين وخفة دم المصريين والافيهات التي تنتشر بسرعة الصاروخ وكل ما يثبت العكس ، ولقد قفز هذا السؤال الي ذهني خلال الانتخابات الحالية ، فتصور معي أن هذه أول مرة تنتخب فيها مصر رئيسها منذ بداية التاريخ وحتي اﻵن ، تصور أن المرحلة الاولي انتهت علي خلاف كل التوقعات ، تصور ان المرحلة الثانية لا يعلم نتيجتها اﻻ الله ، تصور أننا شعب لن يعرف من يحكمه اﻻ بعد انتهاء الانتخابات ، تصور أن النتيجة سوف تكون متقاربة من الانتخابات في فرنسا ، يعني 52 و 48 ، واسمع معي لما قاله كارتر عن مصر وعن الانتخابات وعن الشفافية والنزاهة ودقق بنفسك فيما رأيته وشاهدته في طريقك للجنة الانتخابات وداخلها ، ورغم كل ذلك لا تجد من يفرح ، كل هذه الاحداث السعيدة والتي كانت نتاجا لثورة شعب عظيمة لم تكن كافية لتسعد شعبنا وبدلا من حالة الفرح أصبنا بالاكتئاب والقرف ونتحدث عن التزوير والظلم وعدم وجود عدالة ، تصور أنني لم اسمع أي أشادة للجنود المجهولين والذين أصروا علي نزاهة وشفافية الانتخابات وعلي رأسهم المجلس العسكري والجيش والشرطة ورجال القضاء الشرفاء ووزارة التنمية الادارية التي ساهمت بجهد جبار ، تصور اننا لم نقل لاحد : شكرا ، علي كل هذه البهجة ، شكرا لكل هؤلاء وقبلهم وبعدهم شكر وتقدير وعرفان لدماء زكية سالت من أجل أن نري هذا اليوم ، الست معي في أن أجابة السؤال الموجود في أول السطر هي : نعم