أجمع كل الرافضين لشفيق علي أن الثورة سوف تنتهي بنجاحه وأنهم سوف يشيعونها لمثواها اﻵخير فهل من المعقول أن نسقط مبارك ثم يحكمنا واحد من رجاله ؟ هذه الفكرة انتشرت بشكل هستيري خلال الايام السابقة وقرأت تعليقات يائسة لشباب حائر وغير واثق لا في الثورة ولا في نفسه ،والحقيقة التي أحب أن أؤكد عليها هي أن الثورة لن تتأثر بنجاح شفيق أو فشله ، الثورة حققت أهداف عظيمة واصبحت هذه الاهداف من الثوابت التي لا يمكن الرجوع عنها ، سواء حكمنا شفيق أو غيره ، الثورة انهت حكم الفرعون الي الابد ، الثورة اثبتت لنا أننا قادرون بوسائل سلمية علي اسقاط الحاكم الظالم والنظام الفاسد ، لن يحكم مصر رئيس يستمر علي كرسيه ثلاثون عاما اخري ولا حتي عشرة اعوام ، لن يورث الحكم في مصر بعد اﻵن ، الثورة علمت الناس حقوقها ، حقوقها في الاعتراض ، في التظاهر ، في الوقوف في وجه فرد مستبد أو نظام غاشم ، الناس في مصر لن تنسي تجربة الانتخابات وهي تجربة مارسوها لاول مرة في تاريخ مصر القديم والحديث ، تجربة ممارسة حق الناس في انتخاب فلان واسقاط علان هي تجربة لن تمر مرور الكرام ،من عرف تجربة أهمية صوته واختياره فلن يفرط فيه ، لن يستطيع نظام يحكمه شفيق أو غيره أن يغير من اوضاع اصبحت مستقرة في يقين الناس ، هناك ارضية جديدة وقفنا عليها ، هناك اوضاع جديدة حلت مكان القديمة ، عرفنا معني الانتخابات الحرة ، عرف الشعب معني أن يعطي صوته للاخوان في مجلس الشعب وبعد كام شهر ينتخب آخرين ، فعلي من يحكم مصر – اي من كان – أن يأخذ هذا في اعتباره ، حتي لو رجع مبارك فالدنيا تغيرت ولن يفعل مثلما كان في السابق ، مصر تغيرت ومن لا يري من الغربال فعليه بالذهاب الي أقرب طبيب عيون ، مصر 2012 ليس هي مصر 2010