تخيل معي ميسي يحضر الي مصر للمشاركة في مباراة لكرة القدم ، ميسي لاعب برشلونة وأغلي لاعب في العالم يأتي الي مصر وينزل في مطار القاهرة ونأخذه رأسا الي المباراة ،والمباراة مقامة في احدي حواري شبرا ، وهناك يري ميسي العجب : لاعبون حفاة يلعبون كرة شراب والكرة الشراب لمن لايعرفها هي عبارة عن قطع سفنج صغيرة ومحشورة داخل شراب علي شكل كرة ، والملعب هو مسافة محددة من الشارع ، واللعب علي الاسفلت ، والعارضة عبارة عن طوبتين بينهما مسافة اربع خطوات بالقدم بالتمام والكمال ، وعندما رأي ميسي كل ذلك رفض النزول لأرض الملعب قائلا: ما هكذا تكون كرة القدم ، كرة القدم يا جهلة رياضة لها قواعد ولها انظمة يجب أن تحترم ، فالملعب يكون من النجيل الطبيعي أو من الترتان ، وطوله وعرضه حسب قواعد الفيفا لا متر أقل ولا متر أكثر ، وغير مسموح بأن تلعب حافيا ، وبالفعل رفض ميسي اللعب وهو اﻵن يعد حقائبة ليعود الي بلاده ، عموما ما فعله ميسي هو بالضبط ما فعله الدكتور البرادعي ، فالرجل الذي عاش أغلب عمره موظفا في الخارجية ثم مسئولا رفيعا في الامم المتحدة وكل معاملاته كانت منضبطة وفي ظروف محترمة ودقيقة ، هذا الرجل عندما حضر الي مصر لم يجد ما تعود عليه ،ولم تعجبه قواعد اللعبة فرفض النزول للملعب الا بعد أن تتغير القواعد وجلس منزويا في عالمه الخاص – تويتر – ينتقد الجميع ، كان أمامه أن يشارك في ظروف غير مواتية بهدف تغيير القواعد غير أنه آثر السلامة ورفض المشاركة حتي تتغير الظروف اولا ، في الوقت الذي تحمل فيه غيره – أقصد الدكتور الجنزوري – ما لايتحمله بشر من أجل أن يخدم بلده في ظروف غاية في القسوة ولم يقل غيروا الظروف اولا ، علي أي حال خسرنا مجهودات الدكتور البرادعي كما خسر فريق الاسد المرعب مجهودات ميسي ولو غبر رأيه ونزل الملعب لكنا رأينا أداء أقل صحيح فالملعب غير مخطط غير أننا كنا سنعذره ونشكره علي أنه جاء من آخر الدنيا ليكون معنا بحلونا ومرنا ، ولله في خلقه شئون