أكتب ملاحظاتي هذه صباح يوم الاحد السادس عشر من شهر ديسمبر للعام الفان واثنا عشر , وبعد الاعلان المبدئي عن نتيجة المرحلة الاولي للاستفتاء علي الدستور والتي أظهرت الموافقة عليه بنسبة 60 في المائة تقريبا :
أولا : اذا كان الاستفتاء يتم اسما علي الدستور فالواقع الفعلي في الشارع يقول أنه يتم علي حكم الاخوان , فكان الاجدر أن يتغير السؤال من هل توافق علي مسودة الدستور ؟ الي : هل توافق علي حكم الاخوان ؟
ثانيا : هذه النسبة بالتأكيد لا ترضي الاخوان المسلمين ولا التيار الاسلامي حيث كان الجميع يطمح الي نسبة موافقة أعلي بكثير ,والقراءة الاولية لهذه الارقام تدل علي فقدان الجماعة والتيار الاسلامي لجزء كبير من مؤيديه , وبالمقارنة بين هذه النتيجة والنتائج السابقة نجد أن المنحني في هبوط وهو المتوقع بعد اداء غير مرضي خلال الشهور السابقة
ثالثا : هذه النتيجة تعطي مبررا مقبولا لأعادة النظر في بعض المواد الخلافية في الدستور ., فمن العيب اﻵن أن نسمي الموافقة عليه اجماع , والملاحظة الجديرة بالنظر هي عدم موافقة أغلبية الناخبين في القاهرة علي الدستور وهي اكبر المحافظات عددا وأقلها جهلا ا وأعلاها صوتا ,كما أن النتيجة في الاسكندرية وهي ثاني محافظات مصر كانت متقاربة , أي ان أهل الفكر والرأي رفضوا مشروع الدستور , فهل يصح أن ينحصر مؤيدي الاخوان في القري والنجوع وان يعتمدوا علي اصوات الجهلة والاميين؟ أنا أري ان نتيجة الاستفتاء في القاهرة تمثل ضربة قاصمة لمشروع الدستور وللمشرع الاخواني برمته
رابعا : وجود حوالي 40 في المائة معترضون علي الدستور وعلي حكم الاخوان هي نسبة لابد أن تؤخذ في الاعتبار ولا يصح أن نضع هؤلاء في خانة الاقلية كما كان يفعل الاخوان , وليس من اللائق حاليا أن يخرج علينا من يكفر اربعة اعشار الشعب المصري ويتوعدهم بالويل والثبور وعظائم الامور , فالدرس يجب علي الجميع تعلمه وملخصه أن الاوطان تدار بالتوافق وليس بالمغالبة وأن قبول اﻵخر هو طريقنا الوحيد للتفاهم , وأن الدين لابد أن يخرج من هذه المعادلة ولا بد أن يحاسب كل من يستخدمه لتحقيق مصالح سياسية , وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحد
خامسا : هذه تجربة رائعة , نحن اﻵن في وطن يتغير ومن العارألا نتغير معه
قراءة في نتيجة المرحلة الاولي للاستفتاء
Filed under Uncategorized