الشعب يريد , الشعب يريد

 

من الهتافات التي ترددت في ميدان التحرير  يوم الجمعة الماضية هذا الهتاف : ” الشعب يريد إعدام الرئيس” والحقيقة ان هذا الشعار استفزني عندما سمعته للمرة الأولي فمن الذي أعطي  لبضعة آلاف أو حتي مئات الآلاف الحق في التحدث باسم الشعب ؟ علي الأقل أنا واحد من هذا الشعب ولم يسألني أحد عن رأيي في هذا الموضوع , ولم أختار وأوافق علي هذا الشعار ولا أري أن إعدام الرئيس من أجندتي الحالية , قد أريد محاسبة الرئيس , محاكمة الرئيس علي اعتبار انه مسئول عن كوارث عديدة أما إعدامه فهذا ليس من اختصاصي , فهناك  نيابة ودفاع وقاضي له الحق في الحكم علي المتهم بما يراه من أدلة حسب القوانين المتبعة   وبميزان العدالة التي نرجوها ونسعى إليها . وإذا كنا نهدف إلي بناء دولة الحكم الرشيد فلابد أن يكون للقضاء دورا محترما ولايصدر إحكامه تلبية لمشاعر الجماهير وترضية لها  وعلي الجماهير  تقدير واحترام هذا الدور وعدم استعجال الأحكام فالعدل البطئ أفضل ألف مرة من ظلم أي برئ . وإذا كان كل مواطن له الحق في التحدث باسم الشعب فخذ عندك ياسيدي : الشعب يريد الأمن والأمان , الشعب يريد القضاء علي البلطجة , الشعب يريد عودة عجلة الاقتصاد للدوران , الشعب يريد أن يعرف كيف يبني مستقبلا أفضل , فإعدام الرئيس لن يحل مشاكل مصر فلن  يجد  الشباب عملا فور تنفيذ حكم الإعدام ولن يكون لدينا تعليم وصحة أفضل ولن ينصلح الحال إطلاقا كل ما سوف يفرزه هذا الشعار الأجوف هو صرف الناس عن مشكلاتهم الحقيقية مع زيادة جرعة الغضب لدي أناس  غاضبون بالفعل مع تفريغ شحنات سلبية لن تضيف إلي رصيدنا في الوقت الذي نبعد فيه عن همومنا الأساسية والتي تستحق كل مجهود واهتمام . المطلوب الآن هو وضع نظام وسياسة جديدة لاتسمح بتكرار ديكتاتور جديد ونظام فاسد في المستقبل , المطلوب منا الآن أن ننشغل بالمستقبل بدلا من  النظر إلي الماضي في غضب , نحن أمام خياران لا ثالث لهما إما  أن ننشغل بالماضي ونوجه كل طاقاتنا في الثأر والمحاكمة لكل الرموز أو ننشغل بالمستقبل ونحاول التفكير في اسلوب بناء دولة عصرية وهذا لايعني العفو وعدم المحاسبة , فالمفروض محاسبة كل مسئول – الكبير قبل الصغير – ولكن الهدف من الانشغال بالمستقبل هو تركيز الجهود للأمة كلها في اتجاه الأولويات التي نحن بصددها , فليقوم القضاة بعملهم بدون أي تأثير علي قرارتهم ونتفرغ نحن للعمل إذا كانت لدينا النية الصادقة للنهوض بهذه الأمة .

,

1 Comment

Filed under Uncategorized

One response to “الشعب يريد , الشعب يريد

  1. Pingback: مصريات , اشراف ا م عادل شتية / Dansk Egyptisk Selskab

Leave a comment